Admin Admin
المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 22/07/2012
| موضوع: هل يُمكن للإنسان أن يختفي أو تخطفه الجن ؟ الإثنين يوليو 23, 2012 7:27 pm | |
| هل يُمكن للإنسان أن يختفي أو تخطفه الجن ؟
هل يُمكن للإنسان أن يختفي أو تخطفه الجن ؟
الجواب : نسأل الله العافية
نعم ، يُمكن أن تخطَف الجن الإنسي خاصة إذا لم يكن مُحافِظا على الأذكار . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ العِشَاءِ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً . رواه البخاري . وفي رواية للبخاري : إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ . وقد فسَّر ابن عبد البر الْخَطْفَة : باخْتِطاف الجن للإنس . وفسّرها القسطلاني بأنها أخذ الشيء بِسُرْعة .
وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب " الهواتف " والبيهقي مِن طريق أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ رَجُلا مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الأَنْصَارِ خَرَجَ يُصَلِّي مَعَ قَوْمِهِ الْعِشَاءَ ، فَسَبَتْهُ الْجِنُّ ، فَفُقِدَ ، فَانْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ قَوْمَهُ ، فَقَالُوا: نَعَمْ خَرَجَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ فَفُقِدَ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرَبَّصَ أَرْبَعَ سِنِينَ ، فَلَمَّا مَضَتِ الأَرْبَعُ سِنِينَ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ ، فَسَأَلَ قَوْمَهَا فَقَالُوا : نَعَمْ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ ، فَتَزَوَّجَتْ فَجَاءَ زَوْجُهَا يُخَاصِمُ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : يَغِيبُ أَحَدُكُمُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ لا يَعْلَمُ أَهْلُهُ حَيَاتَهُ , فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِي عُذْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَمَا عُذْرُكَ ؟ قَالَ : خَرَجْتُ أُصَلِّي الْعِشَاءَ فَسَبَتْنِي الْجِنُّ ، فَلَبِثْتُ فِيهِمْ زَمَانًا طَوِيلا ، فَغَزَاهُمْ جِنٌّ مُؤْمِنُونَ ، فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ ، فَسَبَوْا مِنْهُمْ سَبَايَا ، فَسَبَوْنِي فِيمَا سَبَوْا مِنْهُمْ فَقَالُوا: نَرَاكَ رَجُلا مُسْلِمًا ، وَلا يَحِلُّ لَنَا سَبْيُكَ ، فَخَيَّرُونِي بَيْنَ الْمُقَامِ وَبَيْنَ الْقُفُولِ إِلَى أَهْلِي ، فَاخْتَرْتُ الْقُفُولَ إِلَى أَهْلِي ، فَأَقْبَلُوا مَعِي ؛ أَمَّا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ يُحَدِّثُونِي ، وَأَمَّا بِالنَّهَارِ فَعِصَارُ رِيحٍ أَتْبَعُهَا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : فَمَا كَانَ طَعَامُكَ فِيهِمْ ؟ قَالَ : الْفُولُ وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ , قَالَ : فَمَا كَانَ شَرَابُكَ فِيهِمْ؟ قَالَ : الْجَدَفُ . قَالَ قَتَادَةُ: وَالْجَدَفُ مَا لا يُخَمَّرُ مِنَ الشَّرَابِ . قَالَ : فَخَيَّرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَ الصَّدَاقِ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ .
وفي رواية ابن أبي الدنيا : فَأَقْبَلُوا مَعِي، بِاللَّيْلِ بَشَرٌ يُحَدِّثُونَنِي، وَبِالنَّهَارِ إِعْصَارُ رِيحٍ أَتْبَعُهَا . قَالَ : فَمَا كَانَ طَعَامُكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ . قَالَ : فَمَا شَرَابُكَ ؟ قَالَ : الْجَدَفُ ، والْجَدَفُ مَا لَمْ يُخَمَّرْ مِنَ الشَّرَابِ .
قال ابن عبد البر عن رواية ابن أبي الدنيا : هَذَا خَبَرٌ صَحِيحٌ مِنْ رِوَايَةِ الْعِرَاقِيِّينَ وَالْمَكِّيِّينَ مَشْهُورٌ ، وَقَدْ رَوَى مَعْنَاهُ الْمَدَنِيُّونَ فِي الْمَفْقُودِ إِلاَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا مَعْنَى اخْتِطَافِ الْجِنِّ لِلرَّجُلِ . اهـ . والحديث صححه الألباني .
وروى ابن أبي الدنيا من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، قَالَ : انْتَسَفَتِ الْجِنُّ رَجُلا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ ، فَلَمْ يَدْرُوا أَحَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ ، فَأَتَتِ امْرَأَتُهُ عُمَرَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَرَبَّصَ أَرْبَعَ سِنِينَ ، ثُمَّ أَمَرَ وَلِيَّهُ أَنْ يُطَلِّقَ ، ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ وَتَتَزَوَّجَ ، فَإِنْ جَاءَ زَوْجُهَا خُيِّرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّدَاقِ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد
| |
|